منتديات اتحاد البيضاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات اتحاد البيضاء

منتديات اتحاد البيضاء شبكة اتحاد البيضاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بن كند
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
بن كند


ذكر
عدد المساهمات : 309
نــقــاط : 571
(الاعـجـابـات) : 8
تاريخ التسجيل : 26/07/2010
العمر : 48

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالجمعة يناير 21, 2011 3:52 am

اخواني الأعزاء
من خلال بحثي في الانترنت تحصلت على دراسة مهمة عن تارخنا و الذي حاولوا طمسة عنا ( مملكة حضرموت )
وأشكر من قام بإعدادها
يتكون البحث من خمسة وسوف أقوم بنشرة لكم في خمس مواضيع و أرجوا منكم التعليق عليها و اضافة أي معلومات تاريخية بالدلائل لكي نطور هذه الدراسة
وإليكم الجزء الأول
مملكة حضرموت ( الحلقة الأولى )


عاصرت مملكة "معين" مملكة أخرى من ممالك العربية الجنوبية، هي مملكة "حضرموت"، وقد ظهرت قبل الميلاد أيضاً ، وما زال اسمها حياً لطلق على مساحة واسعة من الأرض، فلها أن تفخر بهذا على الحكومات العربية الأخرى التي عاشت قبل الميلاد، ثم ماتت أسماؤها، أو قلّ ذكرها قلة واضحة.

وقد قطع اسمها مئات من الأميال قبل الميلاد، فبلغ مسامع اليونان والرومان، وسجله كتّابهم في كتبهم لأول مرة في القارة الأوروبية، وكتب لذلك التسجيل الخلود حتى اليوم. ولكن سجلوه بشيء من التغير والتحريف، اقتضته طبيعة اختلاف اللسان، أو سوء السماع، أو طول السفر، فرواه "ايراتوستينس" "Chatramotitae"، ورواه "نبوفراستوس" "Hadramyta"، وأما "بلينيوس" فقد رواه و"Chatramotitae" . وقد ورد عند "بطلميوس" "Chatramitae" = "Adramitae" وقد تحدث مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" عن سواحل حضرموت الجنوبية، فذكر إن فيها مناطق موبوءة، يتجنبها الناس، ولا يدخلونها إلا لضرورة، ولذلك لا يجمع التوابل والأفاويه إلا خول ملك حضرموت، وأولئك الذين يراد إنزال عقوبات صارمة عليهم. وهذا بدل على إن الروم والرومان كانوا قد سمعوا من ملاحيهم ومن غيرهم من ركاب البحر أخبار السواحل، وهي أخبار مهمة بالطبع بالنسبة إلى أصحاب السفن في ذلك العهد.

وقد ذهب أكثر من بحث في أسباب التسمية من العلماء العرب إلى إن حضرموت هو اسم "ابن يقطن" أو "قحطان"، و"نه كان إنساناً وبه سميت الأرض، وما بنا حاجة إلى إن نقول مرة أخرى إن هذه النظرية ليست عربية، و إنما تسربت إلى الأخباريين من التوراة، إذ جعلت حضرموت اسم رجل هو "ابن يقطان".

وقد ورد اسم "حضرموت" في الكتابات العربية الجنوبية، كما عثر على كتابات حضرمية ورد فيها أسماء عدد من ملوك حضرموت، وأسماء اسر حضرمية ومدن كانت عامرة زاهية في تلك الأيام. وبفضل هذه الكتابات حصلنا على معلومات لا بأس بها عن مملكة حضرموت وعن علاقاتها بالدول العربية الجنوبية الأخرى. ولما كانت أكثر هذه الكتابات قد عثر عليها على وجه الأرض، أو هي من نتائج حفريات لم تتعمق كثيراً في باطن العاديات، فإننا نأمل أن يقوم المستقبل باقناع المحبين للتأريخ العربي، بالقيام بحفريات علمية منتظمة وعميقة في مواطن الاثار، لاستنطاق ما فيها عن تأريخ العرب الجاهليين، وأنا على يقين من أن في باطن الأرض وبين الأتربة المتراكمة على" هيأة أطلال و تلول أسراراً كثيرة ستغير من هذا الذي نعرفه اليوم عن تأريخ حضرموت وعن تأريخ غيرها من حكومات، وستزيد العلم به اتساعاً.

لقد قامت بعث بريطانية صغيرة بأعمال الحفر في موضع يقال له "الحريضة"، فاكتشفت فيه آثار معبد الإلَه "سين"، وهو يرمز إلى القمر، وعثرت على عدد من الكتابات تبين إن بعضها سبئية، كما عثت على قبور عثر فيها على عظام في حالة جيدة تمكن من دراستها، وعلى أواني ومواد من الفخار والخرف وخرز ومسابح يظن إنها من القرن السابع أو الخامس قبل الميلاد. وعثر في خرائب "شبوة" وفي "عقلة" وفي مواضع أخرى على عدد من الكتابات الحضرمية، كما استنسخ نفر من السياح صور بعض الكتابات التي نقلها الناس من مواضع العاديات إلى المواضع الحديثة جث استعملوا حجارتها في البناء.
وتشاهد في مباني "الحريضة" الحديثة، وهي لا تبعد كثيراً عن الموضع القديم، أحجار مكتوبة أخذت من تلك الخرائب، شوهت بعضها أيدي البنّائين وقضت على أكثرها معاولهم، ومحت آلاتهم كثيراً من تلك الكتابات، ولا يستبعد وجود عدد آخر من الأحجار أوجهها المكتوبة في داخل البناء، فلا يمكن الوقوف عليها، أو إنها كسيت بطبقة من "الجبس" أو مادة أخرى تجعل الجدران صقيلة مُلْساً.

ولم تتوصل جهود من بحث في الآثار التي استخرجا من معبد "سن" "سين" في "الحريضة" إلى نتيجة قطعية لتأريخ هذا المعبد، ويظن إن المقابر التي عثر عليها وبعض واجهات المعبد تعود إلى أواسط القرن الخامس فما بعد إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وان قسماً من بناء المعبد يعاصر العهد "السلوقي". ويعرف موضع الحريضة في الكتابات الحضرمية باسم "مذب" "مذبم" "مذاب"، وفي هذه المدينة الحضرمية القديمة، معبد خصص بعبادة "سين"، وموف عندهم باسم معبد "سن ذ مذبم" "سين ذو مذاب"، كان الناس ينذرون له النذور، ويتقربون إليه، ليمنحهم العمر الطويل والخير والبركة.


وليس علمنا بأحوال حكام "حضرموت" بأحسن من علمنا بأحوال حكام الحكومات العربية الجنوبية الأخرى، مثل معين أو قتبان أو سباً، فلا نزال لا نعرف شيئا يذكر عن حكامها الأول وعن عددهم وعن مدد حكمهم وعن أمور أخرى من هذا القبيل، ولا نزال نجد الباحثين في أحوالها غير متفقين لا على مبدأ قيام حكومة حضرموت ولا على منتهاها وسقوطها فريسة في أيدي السبئيين، ثم لا نزال نراهم يختلفون أيضاً في عدد الحكام وفي مدد حكمهم.

والحكام الذين يذكر العلماء أسماءهم ليسوا بالطبع هم جميع حكام حضرموت، بل هم جمهرة الحكام الذين وصلت أسماؤهم إلينا مدونة في الكتابات، ولذلك لا نستبعد إن تزيد أسماؤهم في المستقبل، زيادة قد تكون كبيرة، وهي ستتوقف بالطبع على مقدار ما يعثر عليه من كتابات.

لقد تبين من بعض الكتابات الحضرمية إن عدداً من المكربين حكموا شعب حضرموت، وذلك قبل أن يتحول هذا الشعب إلى مملكة. و قد ذكر "فلبي" بعضهم في آخر القائمة التي رتبها بحسب رأيه لحكام حضرموت. ومن هؤلاء المكربين المكرب "يرعش بن أبيشع"، "يرعش بن أب يشع"، "يهرعش بن أب يشع" "يسكر ايل يهرعش بن أب يسع" "يشكر ايل يهرعش بن أببع" الذي ورد اسمه في كتابة سجلها "شكمم سلحن بن رضون" "شكم سلحان بن رضوان"، والظاهر إنه كان من الموظفين أو الأعيان البارزين في حكومة حضرموت. وقد كلفه المكرب بناء سور وباب وتحصينات لحصن "قلت" الذي يهيمن على واد تقطعه الطريق القادمة من مدينة "حجر" والمؤدية إلى ميناء "قانه" "كانه" "قنا"، كما كلف إنشاء جدر وحواجز في ممرات الوادي المهمة لحماية منطقة "حجر" والمناطق الأخرى من المغيرين ومن كل عدو يريد غزو حضرموت، ولا سيما الحمريين الذين صاروا يهددون المملكة، ويتدخلون في شؤونها. وقد وضع تحت تصرفه موظفين و معماريين للإشراف على العمل، وعمالاً يتولون أعمال البناء الذي تم في خلال ثلاثة أشهر تقريباً، وكان ذلك في السنة الثانية من سني "يشرح آل" "يشرح ايل" من آل "عذذ" "ذ عذذم"، ولسنا نعرف اليوم هذا التقويم: "تقويم يشح آل" الذي أرخت به الكتابة.

وقد أنجز "شكم سلحان" "شكم سلحن" العمل الذي كلف انجازه، فبنى الجدار والباب لحصن "قلت"، وبنى الحواجز والمواقع الأخرى للمواضع الخطيرة الرئيسية الواقعة في ممرات الوادي ومعابره، لتصد الأعداء والغزاة عن عبوره، وأنشأ استحكامات ساحلية لحماية البر مهن الهجوم الذي قد يقوم به العدو من جهة البحر. ويظهر إنه أقام حصوناً على لسانين كانا بارزين في البحر، فحمى بذلك الخليج الذي بينهما، كما حصن المنفذ المؤدي إلى وادي "أبنة" والى مدينة "ميفعة"، حيث بنى سوراً قوياً لها، وبرجين هما برج "يذان"، وبرج "يذقان"، وباب "يكن"، وأماكن حماية يلتجئ أليها الجنود إذا لزم الدفاع عن المدينة فضلاً عن بناء المواقع المذكورة وقد قام بهذا العمل الجنود بدليل ورود كلمة "أسدم" في النص، ومعناها الجنود.

وتوجد اليوم في "وادي لبنة" "لبنا" بقايا جدار كان يسد هذا الوادي في أيام مكربي حضرموت. ويظهر إن بانيه هو "شكم سلحن" "شكيم سلحان" المذكور، يبلغ ارتفاعها زهاء سبعة أمتار، وقد أقيم من أحجار مكعبة، قطعت من الصخر، ونحتت نحتاً جيداً، ونضد بعضها فوق بعض ووضعت بين سُوفها مادة من نوع السمنت، وفي وسط الجدار آثار باب عرضه خمسة أمتار لمرور الناس والقوافل منها. وقد بني هذا الجدار ليمنع المغيرين القادمين من الجنوب من الاتجاه نحو حضرموت، وذلك في ضمن الخطة العسكرية التي رسمت يومئذ لتحصين المدن المهمة و إحاطتها بأسوار وجدر قوية في الممرات المهمة والطرق المؤثرة من الوجهة الحربية لمنع الأعداء من الزحف على حضرموت. ويرى بعض الباحثين إن إنشاء هذا الجدار كان في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد.

ويرى بعض الباحثين إن الكتابة التي دوّنها "شكم سلحن" "شكيم سلحان" ووضعت على جدار "لبنا" وعثر عليها في مكانها، هي أقدم كتابة حضرمية وصلت إلينا حتى الآن، وتليها في القدم الكتابة التي عليها في "عقبة عقيبة" وتخص ممر "همريان"، شرق "شبوة". ويرجع هؤلاء زمن كتابة الكتابة الأولى إلى القرن ا الخامس أو أوائل القرن الرابع قبل الميلاد.

وورد في إحدى الكتابات التي عثر عليها "فلبي" اسم مكرب آخر من مكربي حضرموت يسمى "علهان بن يرعش" "علهن بن يرعش". ويظهر إن "يرعش" والد "علهان" هذا، هو "يرعش" المكرب المتقدم. وقد دوّن نص "Philby 103" لمناسبة إنشاء طريق في مطر "همربان" "Hamraban" الذي يقع شرق "شبوة". وقد انهم أنشئت هذه الطريق لتسهيل وصول القوافل إلى العاصمة، ولأسباب عسكرية قد يكون منها تسجل مسيرة الجيش إلى مقر الملك للدفاع عنه.

وقد زهد آخر "مكرب" من مكربي حضرموت في لقبه هذا، فتركه إلى لقب آخر يتسمى به، يدل على الحكم الدنيوي وحده وعلى السلطان والملك، وهو لقب "ملك" فتسمى به. وانتقلت حضرموت بذلك من طور إلى طور، وصار النظام فيها نظاماً ملكياً، و إذا سألتني عن اسم هذا المكرب الذي أبدل لقبه، فصار ملكاً، وصار بذلك آخر مكرب وأول ملك، وأول جامع للقبين في حكومة حضرموت، فإني أقول لك إن علمي به لا يزيد على علمك به، وان العلماء الباحثين الذين آخذ علمي منهم، لا يزالون في ذلك على خلاف، بل إن علمهم به لا يزيد، ويا للأسف، على علمك وعلمي به.



المصدر
المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام
د.جواد علي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بن كند
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
بن كند


ذكر
عدد المساهمات : 309
نــقــاط : 571
(الاعـجـابـات) : 8
تاريخ التسجيل : 26/07/2010
العمر : 48

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالخميس يناير 27, 2011 11:17 pm

مملكة حضرموت ( الحلقة الثانية)


لقد وضع "فلبي" الملك "صدق آل" "صدق ايل" "صديق اي ل" طليعة ملوك مملكة حضرموت، وجعل زمان توليه العرش في حدود عام "1020 ق.م، " أما "البرايت"، فوضع اسم الملك "يدع آل" "يدع ايل" في راس القائمة التي رتبها لملوك حضرموت، وجعله معاصراً ل "كرب آل" "كرب ايل" أول ملوك مملكة سبأ، وقد حكم على رأيه في حوالي سنة"450 ق.م."، ثم ترك فراغاً بعد هذا الملك يشير إلى إنه لم يهتد إلى معرفة من حكم بعده، وذكر بعد هذا الفراغ اسم الملك "صدق آل" "صدق ايل" الذي كان ملكاً على حضرموت ومعين. وقد ذكر أنه حكم في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد. والفرق كما ترى، كبير جداً بين تقدير "فلبي" وتقدير "البرايت".


وقد وضع "هومل" الملك "صدق آل" "صدق ايل" على رأس قائمة ملوك حضرموت، وعلى هديه سار "فلبي" في ترتيبه لملوك هذه المملكة. وكان على رأيه يعاصر الجماعة الثانية من جماعات ملوك معين. وذكر بعده اسم ابنه "شهر علن" "لشهر علان"، ثم "معد يكرب بن اليفع يثع" "معدكرب بن اليفع يثع" ملك "معين". وكان ل "معد يكرب" ابنان هما:"هوف عثت" "هو فعثت"، و "أب يدع يثع" "أبيدع يثع"، لم يتوليا عرش حضرموت بعد أبيها، والظاهر إن حضرموت اندمجت بعد وفاة "معد يكرب" في مملكة "معين" مدة لا نعرف مقدارها بالضبط. ويرى "فلبى" إنها زهاء ثلاثة قرون إلى نحو سنة "650 ق. م.".


ولدينا كتابة حضرمية من أيام "معد يكرب"، ورد فيها اسمه واسم "شهر علن بن صدق آل" ملك حضرموت، واسم "أب يدع يثع" ملك معين. وقد تقرب فبها صاحبها إلى الإلَه "عثتر ذ قبضم" "عثتر ذي قبض" ببناء يرج موضع "حرف"، وتيمن فبها أيضاً بذكر الآلهة: "عثتر شرقن" "عثتر الشارق" و "ود" و "نكرح"، وتشر هذه الكتابة إلى الروابط المتينة التي كانت بين العرشين: عرش حضرموت وعرش معين. فقد كان "معد يكرب" ملكاً على حضرموت، على حين كان شقيقه ملكاً على معين. ولا ندري إلى متى دام حكم هذه الأسرة التي جمعت بين عرشي المملكتين.


وقد عثر على هذه الكتابة في "معين" وقد طمست منها كلمات واردة قبل اسم "اب يدع يثع"، ولم يبق منها غير "... خي... شو"، فلم يعرف المقصود بهذين المقطعين الباقيين. أيقصد بهما ابن أخيه "أب يدع يثع"، أم يقصد بهما أخاه "أب يدع يثع" ? أم مؤاخيه وحليفه "أب يدع يثع" ? ويعود الضمير في هذه الجملة إلى "معد يكرب" صاحب هذه الكتابة. وقد ذهب "هومل" إلى أن المقصود بذلك "ابن أخيه". وعلى هذا يكون "أب يدع يثع" الواردُ في هذا النص الملك "أب يدع يثع بن اليفع ريام" شقيق "معد يكرب" ملك معين، وهو ابن أخي "معد يكرب" ملك حضرموت.


ولورود جملة: "ملك معين" بعد اسم "أب يدع يثع"، وهي جملة ترد في النصوص بعد اسم كل ملك للدلالة على أنه كان ملكاً - نستنتج أن "أب يدع يثع" كان ملكاً على معين زمن إلى تدوين هذه الكتابة - نعني أنه كان هو ملكاً على معين في الزمن الذي كان فيه "معد يكرب" ملكاً على حضرموت، وهذا يبدو غريبا ما ذهب إليه "فلبي" من أن "أب يدع يثع" حكم في حدود سنة "935 ق. م." وأن "معد يكرب" حكم في حوالي "980 ق. م." وأن مملكة "حضرموت" لم يكن عليها ملك في حدود عام "935 ق. م."، بل كانت تتبع ملكة معين، فإن هذا الرأي يخالف ما جاء في النص المذكور من تعاصر الملكين.


وقد ورد في كتابة معينية وسمت ب "Halevy 520"، اسم "معد يكرب
ابن اليفع"، وذكرت بعده جملة: "ملك معين"، فذهب العلماء إلى أن "معد يكرب" هذا هو "معد يكرب" ملك حضرموت الذي نتحدث عنه، وجعلوه ملكاً على معين وعلى حضرموت. ولكن هذا الرأي يخالف ما ذهبوا إليه في ترتيبهم لأسماء ملوك معين، وقولهم إن ملك معين كان في هذا العهد الملك "أب يدع يثع"، وهو ابن الملك "اليفع ريام بن اليفع يثع". وأعود فأكرر ما قلته مراراً من أن ترتيب الملوك يمثل آراء العلماء ويختلف باختلاف هذه الآراء، فلا مندوحة من الوقوف منها موقف المتفرج الباحث في هذا العهد.


وقد سجله هذه الكتابة لمناسبة بناء برج "ذو ملح" في مدينة "قرنو" عاصمة مملكة معين، وبرج آخر في مدينة "يثل" المعينية. وقد ورد في النص اسما مدينتي "يفعن" "يفعان" و "هرن" "هران" من مدن المعينين كذلك، كما ورد فيها اسم معبد الإلهَ "عثتر ذو قبض".
ويظهر إن هذه الكتابة قد كتبت في زمن مقارب لزمن الكتابة المعينية المعروفة "Glaser 1155"، التي تحدثت عن حرب نشيت بين "مذي" و "مصر"، فصاحبها "عم صدق بن حم عثت" "عمصديق بن حم عثت"، من "ذ يفعن" "آل يفعان"، ورجل آخر اسمه "سعد بن ولج" من "ذ ضفجن" "آل ضفجان". وكانا "كبيرين" في حكومة معين. وقد ورد فيها اسم "اب يدع يثع" "أبيدع يثع" ملك "معين" و "معد يكرب بن اليفع". وأصحاب كتابتنا المتقدمة المعروفة ب "Halevy 520" ثلاثة، هم: "عم صدق" و "عم يدع" و "عم كرب" أبناء "حم عثت" من "آل يفعان" "ذ يفعن". فأحدهم، وهو "عم صدق بن حم عثت" اسهم مع صاحبه "سعد بن ولج" في تدوين الكتابة الأولى وأسهم مع اخوته في تدوين هذه الكتابة الثانية التي ورد فيها اسم "معد يكرب" ابن "اليفع" ملك معين، وقد كان معاصراً كما رأيت للملك "أب يدع يثع" ملك معين، ويكون زمن حكم "معد يكرب" في هذا الزمن الذي وقعت فيه تلك الحرب أو قبل ذلك. وقد ورد في أحد النصوص اسم "سعد" من "آل ضفجن"، و لم يذكر معه اسم أبيه، وكان "كبيراً" على "معين مصران"، وذلك في أيام الملك "أب يدع يثع" و "وقه آل ريمم" "وقه ايل ريام" ملك معين. ويلاحظ إن هذا النص قدم اسم "أب يدع يثع" على اسم "وقه آل ريام"، مع إن المعروف إن "أب يدع يثع" هو ابن "وقه ايل ريام" شقيق "معد يكرب" فهل يدل ذلك على إن "أب يدع يثع" كان شقيقاً للملك "معد يكرب" و ل "وقه ايل ريام" كما ذهب إليه بعض الباحثين ? وقد ورد في النص اسم مدينة "قرنو" أي عاصمة معين، و قبيلة "ضفجن" و "مزود معين"، وان "سعداً" أنشأ "مذاب" وعملها ?. وقد تيمن في النص بذكر أسماء آلهة معين. واسم "وهب آل بن رثدال" "وهب المجل بن رثد ايل" من "آل يفعان".


ويظهر من الأسماء الواردة في هذا النص، ومن مضمونه، ومن اسم ملك معين الوارد فبه، أن صاحب هذه الكتابة، "سعد" من "ضفجن" "ضفنكن" هو "سعد بن ولج" الذي اشترك مع "عم صدق بن حم عثت" وكان كبيراً مثله في الكتابة التي مر الحديث عنها. وقد رأيت أن "عم صدق" كان من "يفعان"، وقد ورد اسم "يفعان" في هذا النص فهو لذلك من نصوص هذا العهد.
وأشار "هومل" إلى الملك "يدع أب غيلان" بعد إشارته إلى "يدع ايل بين" "يدع آل بين" و "السمع ذبيان" ملكي حضرموت، وذكر أن الحميريين كانوا هم أصحاب الحل والعقد في ذلك الزمان. وذكر إن الذي تولى بعده هو "العز يلط" "العذيلط"، ولكنه لم يجزم أنه كان ابن "يدع أب غيلان". فأما "فلبي"، فقد جعله ابنه، غير إنه لم يضعه في هذا المكان.


وتطرق "هومل" إلى ذكر الملك "يدع آل" بعد الملك "معد يكرب" وقد جاء اسمه في النص الموسوم بي "Glaser 1000" الذي دوّن في مدينة "مرواح" وكان معاصراً للمكرب "كرب ايل وتيما" مكرب سبأ. وتحمل في نظره إن يكون "يدع ايل" هذا هو الملك "يدع ايل بين" الذي ذكر اسمه في الكتابة الحضومية المعروفة "SE 43". وهو ابن "سمه يفع"، وقد ذكر معه اسم الملك "السمع ذبين" "السمع ذبيان"، وهو ابن "ملك كرب" "ملكي كرب" "ملكيكرب".


و "غيلان" هو أول من تولى حكم حضرموت بعد هذه الفترة التي لم تعرف من حكم فيها بعد "معد يكرب" على رأي "البرايت". وقد حكم من بعده ابنه "يدع أب غيلان". وذكر "البرايت" إن اسم هذا الملك قد ذكر في كتابة عثر عليها في "وادي بيحان"، وهو يرى إن المحتمل إن يكون هو "يدع أب غيلان" الذي كان حليفاً ل "علهن نهفن" "علهان نهفان" ملك سبأ، وقد حكم على تقديره في حوالي سنة "50ق. م.".


وذهب "فون وزمن" إلى إن "يدع أب غيلان" المذكور كان معاصراً ل "علهان نهفان"، وان والده هو الملك "يدع ايل بين" وقد حكم على رأيه في حوالي السنة "140 ب. م.". وأما الملك "يدع أب غيلان" فقد حكم فهيما بين السنة "160 ب. م." إلى "190 ب. م.". وقد عقد صلحا مع "علهان نهفان" الهمداني.


أما "فلبي"، فقد رأى إن الذي حكم بعد هذه الفترة التي انتهت على حسب اجتهاده بحوالي سنة "650 ق. م." هو "السمع ذبيان بن ملك كرب" و "يدع ايل بين بن سمه يفع"، واندمجت حضرموت بعده في مملكة سبأ أو قتبان، ثم أصبحت جزءاً من مملكة سبأ إلى حوالي سنة "180 ق. م." حيث عادت فاستقلت، فتولى المُلك فيها الملك "يدع آل بين بن رب شمس" الذي كوّن أسرة ملكية جديدة اتخذت مدينة "شبوة" عاصمة لها.


وقد ذكر "البرايت" إن الذي حكم بعد "يدع أب غيلان" وهو ابن الملك "غيلان"، هو الملك "العذبلط" "العزيلط"، وقد نعته ب "الأول" وجعله معاصراً ل "شعرم أوتو" "شعر أوتر" ملك سبأ، وقد كان حكمه على تقديره في حوالي سنة "25 ق. م.".


وذهب "البرايت" إلى احتمال كون "العزيلط" هذا هو الملك "العزيلط بن عم ذخر" المذكور في كتابة عثر عليها في "وادي بي حان" في كتابات عليها "فلبي" في "عقلة" بحضرموت، غير إن "العزيلط بن عم ذخر" هو من المعاصرين للملك "شارن يعب يهنعم"، ولذلك لا يمكن إن يكون هو الملك "العزيلط" الذي لقبه "البرايت" بالأول، وجعله معاصراً للملك "شعرم أوتر" "شعر أوتر".


وقد وجد اسم الملك "العز" في كتابة حفرت على صخرة عند قاعدة جبل "قرنيم" "قرن"، كما عثر على اسمه في كتابات وجدت في "عقلة"، و "عقلة" موضع مهم عثر فيه على كتابات وردت فيها أسماء عدد من ملوك حضرموت، زاروا هذا المكان، وذكرت أسماؤهم فيه. وقد جاء في إحدى هذه الكتابات إن الملك "العزيلط" زار هذا الموضع، ورافقه في زيارته عدد من الزعماء والرؤساء، منهم: "شهرم بن والم" "شهر بن وائل" و "قريت ابن ذمرم" "قرية بن ذمر" و "ابفال بن القتم" "أبفأل بن القتم" و "وهب آل بن هكحد".


وسجل هؤلاء الرجال ذكرى هذه الزيارة في هذا النص الذي وسم ب "Phliby 81". وقد ذكر فيه اسم والد "العذ" "العز"، وهو "عم ذخر" "عمذخر"، ولم يدوّن كاتبه حرف العطف "الواو" بين الأسماء ة ورفقة الملك هؤلاء الذين صحبوه في رحلته إلى حصن "أنود"، وان كانوا لم يفصحوا
عن مراكزهم ومنازلهم الاجتماعية نستطيع إن نجزم إنهم كانوا من الوجهاء والأعيان، فرفقة تصاحب الملك للاحتفال بزيارة كهذه الزيارة لا بد أن يكون لها شأن بين الناس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتى الجنوب
مــراقــب عــام
مــراقــب عــام
فتى الجنوب


ذكر
عدد المساهمات : 173
نــقــاط : 248
(الاعـجـابـات) : 1
تاريخ التسجيل : 07/01/2011
العمر : 29

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالأحد يناير 30, 2011 7:52 pm

:P تسلم ياخوووي ونحن بأنتضار المزيد

الله يسلمك بن كند

تحياتي : فتى الجنوووب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بن كند
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
بن كند


ذكر
عدد المساهمات : 309
نــقــاط : 571
(الاعـجـابـات) : 8
تاريخ التسجيل : 26/07/2010
العمر : 48

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالإثنين يناير 31, 2011 11:50 pm

مملكة حضرموت الجزء الثالث

وتعد الكتابة التي وسما به "Philby 82" من الكتابات المهمة، وقد دونها رجلان من أشراف "حمير يهن"، أي من حمير، رافقا الملك في سفرته إلى حصن "أنود"، لإعلان نفسه ملكاً على حضرموت ولمناسبة تلقبه بلقبه، وهي عادة كان يتبعها ملوك حضرموت عند توليهم الملك وتلقبهم بلقب جديد لم يكن يتلقبون به قبل انتقال العرش إليهم. ولسنا نعرف متى نشأ هذا التقليد عند ملوك حضرموت، ولا السبب الذي دفعهم إلى اختيار هذا المكان دون غيره. و لعله كان من الأماكن المقدسة القديمة عندهم، فكانوا يتبركون بتتويج أنفسهم قيه، أو إنه كان قلعة أو موضعاً قديماً فجرت العادة إن يتوج الملوك فيه.

وقد كان هذان الرجلان بعثهما "ثارين يعب يهنعم" ملك "سبأ وذي ريدان" لمرافقة ملك حضرموت في هذه المناسبة. والظاهر إن ملك سبأ إنما بعثها لتهنئة ملك حضرموت ولتمثيله في هذا الاحتفال المهيب الذي بحري في "أنود"، فهما مبعوثان سياسيان من ملك إلى حليفه. وقد سجل "العذيلظ" "العزيلط" هذه المناسبة في كتابة قصيرة ورد فيها "العزيلط ملك حضرموت بن عم ذخر سيراد جندلن أنودم هسلقب"،أي "العزيلط ملك حضرموت ابن عم ذخر سار إلى حصن أنود ليتلقب بلقبه..." وقد كتبت هذه الكتابة في الزمن الذي دونت فبه الكتابتان الأخريان عن زيارة الملك لحصن "انود" عند إعلان لقبه الجديد وتوليه العرش رسمياً، غير إننا لا نعرف - ويا للأسف - تأريخ هذه المناسبة.
وذكر اسم الملك "العزيلط بن عم ذخر" في كتابة دوّنها جماعة من الأعيان عند تتويجه وتوليه العرش و إعلان ذلك للناس في حصن "أنود". وأصحاب هذه الكتابة هم: "نصرم بن نهد" "نصر بن نهد" و "رقشم بن أذمر" "رقاش بن أذمر"، و "والم بن يعللد" "وائل بن يعللد"، و "والم بن بقلن"، و "ابكرب ذو دم" "أيكرب ذو ود". وقد ورد إنهم ساعدوا الملك سيدهم "العزيلط بن عم ذخر" "العذيلط بن عم ذخر" حين ذهب إلى حصن "أنود" لإعلان نفسه ملكاً. ويظهر من ذلك إنهم كانوا من جملة رجال الحاشية الملكية التي صحبت الملك إلى ذلك المكان. ووردت نصوص أخرى سجلها رجال الحاشية الملكية تخليداً لاسمهم في هذه المناسبة. وقد سجل كتابة من هذه الكتابات رجل اسمه "حصين بن ذا ييم مقتوي العزيلط ملك حضرموت"، "حصين بن ذ أييم مقتوي العزيلط ملك حضرموت"، ويظهر إن هذا الرجل كان من قواد جيش الملك وضباطه ولعله كان من مرافقيه.

وقد منح بعض علماء العربيات الجنوبية هذا الملك، أي الملك "العز بن عم ذخر" "العذ" لقب "العز الثالث"، لذهابهم إلى وجود ملكين حكما قبله عرفا بهذا الاسم. ورأى "ركمنس" إن حكمه كان في حوالي السنة "200 ب.م.".

وقد ورد في كتابة حضرمية اسم ملك دعي ب العذ" "العز" ابن "العزيلط" "العذيلط" ملك حضرموت، فيظهر من ذلك إن والد هذا الملك كان ملكاً كذلك، ولم يشير أحد من الباحثين مثل "فلبي" أو "البرايت" إليه. ولعله ابن للملك المتقدم، وصاحب هذه الكتابة رجل اسمه "هبسل قرشم" وتذكرنا كلمة "قرشم" "قريشم"، أي "قريش" باسم قبيلة "قريش" صاحبة مكة.

ولم يتأكد "البرايت" من اسم الشخص الذي تولى العرش بعد "العزيلط"، فترك فراغاً ذكر بعده ملكاً سماه "العزيلط" "العذيلط" ميزه عن الأول بإعطائه لقباً، هو "الثاني". وقد رأى إنه كان معاصراً للملك "ثأرن يعب يهنعم" ملك سبأ. أما والد "العز الثاني" على رأيه فهو "علهان" أو "سلفان". ويرى "فلبي" إن "علهان" أو "سلفان" هو ابن "العزيلط" الأول. وقد سبق إن ذكرت إن "ثأرن يعب يهنعم" كان لحيفاً للملك "العذيلط بن عم ذخر"، وأنه أرسل وفداً لتهنئته بتتويجه و إعلانه لقبه الجديد. لذلك يبدو غريباً ما ذهب إليه "البرايت" من إن "العزيلط الثاني بن علهان" أو "سلفان" هو الملك المعاصر للملك "ثأرن يعب" السبئي.

ويحتمل على رأي "البرايت" إن يكون "العزيلط" "العذيلط" الذي ورد ذكره في النص "Glaser 1619=1430" الذي عثر عليه في "وادي بيحان" ويعود تأريخه إلى سنة "144" من التقويم السبئي التي تقابل سنة "29 م" تقريباً، هو "العزيلط الثاني". ويحتمل على رأيه أيضاً إن يكون هو الملك "Eleazos" الذي ذكر في كتاب ""الطواف حول البحر الأريتري" . وكان هذا الملك معاصراً لملك آخر سماه مؤلف هذا الكتاب "Karibael" = "Charibael" وهو ملك الحميرين والسبئيين، وقد أراد به الملك "كرب ايل وتر يهنعم"، وهو "ملك سبأ وذي ريدان" المذكور في النص "Glaser 483".

أما "فون وزمن"، فيرى إن كاتب النص قد أهمل الرقم ثلاث مئة فكتب مئة وأربعة وأربعين، على حين إن الصحيح هو "344" من التقويم الحميري، واذن يكون زمان تدوين الكتابة هو "299" أو "235" بعد الميلاد وهو وقت حكم "العزيلط بن عم ذخر" على تقديره.
وجاء اسم ملك يدعى "العزيلط" "العذيلط" في كتابة سجلها رجلان، يدعى أحدهما "عذ ذم بن اب انس" "عذ ذ بن أب انس" ويدعى الآخر "رب آل بن عذم لت" "رب ايل بن عذم لات"، وهما من عشيرة "مريهن" "مريهان"، ذكر فيهما انهما قسما إلى معبد الإلهَ "سن ذ علم" "سين ذي علم" في معبده "علم" المشيد في مدينة "شبوة"، سبعة تماثيل من الذهب "سبعة أصلم ذهبن"، كما أمرهما سيدهما الملك. ويظهر انهما كانا من حاشيته وأتباعه. وقد أهملت هذه الكتابة اسم والد هذا الملك، فلا نعرف أي ملك هو، اهو "العزيلط الأول"، أم "العزيلط الثاني" ? وقد ورد في بعض الكتابات ما يقيد استقبال "العزيلط" لضيوف وفدوا عليه من مختلف الأماكن: من الهند "هند"، ومهن "تدمر" "تذمر" ؛ وضيوف آراميون جاءوا إليه من "كشد"، بل ورد في الكتابة "Ja 919" مرافقة عشر نساء قرشيات له إلى حصن "أنود". و إذا كانت الكتابة قد قصدت من "قريش" قريش المعروفة صاحبة مكة، نكون بذلك قد وقفنا لأول مرة على اسمها في وثيقة مدونة.

و لإشارة النصين المذكورين إلى الهند وتدمر وإلى بني إرم وقريش، أهمية كبيرة ولا شك، إذ تدل على الاتصال الذي كان لمملكة حضرموت بالعالم الخارجي في ذلك الزمن، وعلى الروابط التجارية التي كانت تربط ذلك العالم بحضرموت. وقد كان اتصال حضرموت بالخارج عن طريق ميناء "قنا"، فقد كانت السفن تأتي إليه وتخرج منه لتذهب إلى إفريقية والهند وُعمان وأرض فارس.
وترك "البرايت" فراغاً بعد "العزيلط الثاني"، مغزاه إنه لا يدري من حكم بعد "العز" هذا، ثم ذكر بعده اسم "يدع أب غيلان بن امينم" "يدع أب غيلان بن أمين"، ثم جعل اسم ابنه من بعده، وهو "يدع ايل بين"، أي إنه هو الذي تولى الحكم من بعده. وقد بيّن إنه غير متأكد من زمان حكمهما، إلا إن دراسة الكتابات التي ذكر فيها اسمهاهما تدل على إنها من نوع كتابات القرن الأول للميلاد، ولذلك وضع زمانهما في هذا العهد.

ومن الكتابات التي ذكر فيها اسم "يدع ايل بين"، أي ولد "يدع أب غيلان بن أمينم" الكتابة التي وسمها العلماء بسمة "Glaser 1623"، وهي كتابة قصيرة تتألف من أربعة أسطر، ورد في جملة ما ورد في ما اسم الإله "سين ذو علم"، أي الإله "سين" رب معبد "علم". وكان معبد "علم" قد خصص بعبادة هذا الإلهَ.

وقد وصلت إلينا كتابة أخرى ورد فيها اسم "يدع ايل بين"، إلا إنها لم تذكر لقب والده، وهو "غيلان"، وانما اكتفى فيها بتسجيل الاسم وحده وهو "يدع أب". وقد ذكر فيها إن هذا الملك بنى وحصن سور مدينة "شبوة" ابتغاء وجه الإلهتين. "ذات حشولم" "ذت حشولم" "ذات حشول" و "ذت حمم" "ذات حميم"، وذكر فيها اسم "صدق ذخر" "كبر" "كبير" حضرموت. ويظهر إن الغرض من ذكر اسم هذا الكبير "كبير" في النص، إن تؤرخ الكتابة به على في ما رأينا في الكتابات المعينية من التأريخ بأسماء الرجال.

ولم يذكر "البرايت" من حكم بعد "يدع ايل بين"، فترك فجوة تدل على إنه لا يدري من حكم فيها، ثم ذكر بعدها ملكاً آخر، سماه "يدع أيل بين"، قال: إنه ابن "سمه يفع"، ثم ذكر "السمع ذبيان بن ملكي كرب" "مليكرب" من بعده، وقال إنهما كانا متعاصرين. وشد حكما حكماً مزدوجاً، أي إن كل واحد منهما كان يحكم بلقب "ملك حضرموت". وكان حكمهما في حوالي السنة "100" بعد الميلاد على بعض الآراء.

ثم عاد "البرايت"، فترك فراغاً بعد "السمع ذبيان"، دلالة على وجود فجوة في ترتيب أسماء ملوك حضرموت، لا يدري من حكم فيها، ثم ذكر بعدها الملوك: "رب شمس" "ربشمس" ثم "يدع ايل بن" ثم "الريم يدم" ثم "يدع اب غيلان".
وقد ذكرت اسم "رب شمس" قبل قليل، وقدمت زمانه بعض التقديم، وذلك حكاية عن رأي بعض العلماء وفي ضمنهم "فلبي" الذي جعل حكمه في حوالي سنة "180 ق. م."، ثم عدت لأذكره هنا مجاراة لرأي "البرايت" الذي وضعه في أواخر قائمته لملوك حضرموت. وقد ذهب بعض الباحثين إلى إن حكم هذا الملك كان بعد سنة "200 ب. م."، وفرق كبير كما نرى بين التقديرين.
وقد جعل "فون وزمن" زمان "رب شمس" بين السنة "100" و "120 ب. م."، وصيّره من معاصري "اوسلت رفش" "أوسلة رفشان" ملك همدان ومن معاصري الفترة الواقعة بين حكم "ذمر علي يهبر" و "ثأران يعب" الحميربين. ثم البقية التي جاءت بعده، وتتألف من "يدع آل بين" "يدع ايل بين"، ثم "الريم يدم" "الريام يدم"، ثم "يدع اب غيلن" "يدع أب غيلان"، ثم "رب شمس" "ربشمس" وقد جعل نهاية حكمه سنة "180 ب. م.".
وبعد النصر الموسوم ب "Philby 84" من النصوص المهمة بالنسبة إلى تأريخ مدينة "شبوة"، وقد كتب في عهد "يدع ايل بين بن رب شمس"، وجاء فيه إن "يدع ايل بين بن رب شمس" من "أحرار يهبأر" "أحرار يهبار" "أحرر يهبر" مر مدينة "شبوة" وأقام بها، وبنى المعبد بالحجارة، وذلك بعد الخراب الذي حل بها، وعمر ما تهدم وتساقط منها، وانه احتفالاً بهذه المناسبة أمر بتقديم القرابين، فذبح "35" ثوراً و "82" خروفاً و "25" غزالاً و "8" فهود "أفهد"، وذلك في حصن "أنود".

وقد حدثنا هذا النص حديثاً صريحاً باًن أصل "يدع ايل بين" من أحرار "يهبأر" "أحرر يهبر" أي من صرحاء القبيلة، وحدثنا أيضاً بأنه بنى مدينة شبوة، وعمّر مجدها وكسا جدره بطبقة من القار أو غيره لتكون ملساً، من أساسها إلى شرفاتها، وذلك بعد الخراب الذي حل بشبوة، إلا إن الملك لم يتحدث عن سبب ذلك الخراب الذي أصاب المدينة ومعبدها معها، وهو خراب كبير على ما يظهر، فتركنا في حيرة من أمره، وتباينت آراء الباحثين فيه.

ويرى "البرايت" إن النص المذكور هو من نصوص القرن الثاني بعد الميلاد. أما "ركمنس" فيرى إنه من نصوص ما بعد السنة "200" بعد الميلاد. فهو إذن نص يكاد يجمع أكثر علماء العربيات الجنوبية على إنه من نصوص بعد الميلاد. و إذا صدق رأي هؤلاء، كان خراب شبوة إذن و إعادة تعميرها قد وقعا بعد الميلاد.

وقد ة فَسر بعض الباحثين خراب "شبوة" باستيلاء أحد ملوك "سبأ وذي ريدان" عليها، فلما نهض "يدع ايل بين"، لاستردادها من السبئيين، وقع قتال شديد فيها بينه وبينهم في المدينة نفسها، لم ينته إلا بعد خراب المدينة وتدمير معبدها معبد الإلهَ "سين". وعندئذ ارتحل عنها السبئيون، فاضطر "يدع ايل" الذي طردهم منها إلى إعادة بناء المدينة والمعبد، فلما تم له ذلك، احتفل بهذه المناسبة، أو بمناسبة تتويجه ملكاً على حضرموت في حصن "أنود" وقرّب القرابين إلى إلَه حضرموت "سين" وإلى بقية الآلهة، شكراً لها على ذلك النصر، وعلى النعم التي أغدقتها عليه. هذا في رأي فريق من علماء العربيات الجنوبية.

ورأى فريق آخر إن في خراب "شبوة" سبباً من سبيين، فإما إن يكون "يدع ايل" وهو من أحرار قبيلة "يهبأر"، قد أعلن الثورة على السبئيين الحميرين الذين كانوا قد استولوا على شبوة، وقاومتهم مقاومة عنيفة أدت إلى الحاق الأذى بالمدينة، فلما تركها السبئيون الحميريون كانت ركاماً، فأعلن "يدع ايل" نفسه ملكاً على حضرموت، بعد إن ظلت المملكة بدون ملك. وإما إن يكون ذلك الخراب بسبب عصيان "يدع ايل" على الأسرة المالكة الشرعية ومقاومته لها، مما أدى إلى إنزال التلف في المدينة، فلما تغلب على الآسرة المالكة أعاد بناء المدينة وجددها وجدد معيدها على في ما جاء فقط النص.

وليس في النصر شيء ما عن الطريقة التي كسب بها تاج حضرموت، إلا إن إشارة وردت في كتابة تفيد إن بعض الأعراب ورجال القبائل كانوا قد تعاونوا معه وساعدوه، فقد عاونه رجل من قبيلة "يم" "يام"، ومئة من بني أسد، ومئتان من "كابتن" أو "كليب"، وعاونه ولا شك آخرون، وبفضل هؤلاء وأمثالهم من رجال القبائل تغلب على من ثار عليهم، فانتزع التاج منهم. والإشارة المذكورة على إنها غامضة، كافية في إعطائنا فكرة عمن ساعد "يدع ايل" على الظفر بالعرش.

ويظهر من كل ما تقدم إن "يدع ايل بين"، وهو من أبناء العشائر، كان قد جمع حوله جماعة من القبائل، ساعدته في عصيانه وتمرده على السلطة الحاكمة في "شبوة" فاستولى على المُلك وقد جاء بعده عدد من الملوك، إلا إن الأمر أفلت زمامه منهم، إذ نجد إن الملك "شمر يرعش" "شمر يهرعش" يضيف "حضرموت" إلى الأرضين الخاضعة لحكومته، حتى صار اسم حضرموت منذ ذلك الحين جزءاً من اللقب الذي يلقب به الملوك. ومعنى ذلك انقراض مملكة حضرموت ودخولها في حكومة "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت" اللقب الرسمي الذي اختاره "شمر" المذكور نفسه.

ويرى "فون وزمن" إن الكتابة الموسومة بJamme 629 ، من الكتابات التي تعود إلى أيام هذا الملك. وقد جاء فيها إن "مرثدم" "مرثد" و "ذرحن" "ذرحان"، وهو قائد من قواد جيش "سعد شمع أسرع" و "مرثدم يهحمد" من "آل جرت" "آل جرة"، قد حاربا الملك "يدع آل" "يدع ايل" ملك حضرموت والملك "نبطم" "نبط" ملك قتبان، و "وهب آل بن معهر" "وهب ايل بن معاهر" و "ذ اخولن" "ذو خولان" "ذ خولن" و "ذ خصبح" "ذو خصبح" و "مفحيم" "مفحى" حارباهم في أرض "ردمان" قرب العاصمة "وعلن" "وعلان".

ويرى "فون وزمن" إن هذه الحرب قد وقعت في أواخر أيام حكم الملك "نبطم" "نبط" ملك قتبان، المعروف ب "نبطم يهنعم"، وقد لقب في هذه الكتابة بلقب: "ملك قتبان"، إلا أنه كان في الواقع تابعاً لحكم ملك حضرموت. وقد كانت "تمنع" - كما يرى هو أيضاً - قد خربت قبل هذا العهد، و تحولت إلى قرية صغيرة. وقد التقت عساكر "سعد شمس" و "مرثد" بخصومها قرب هذا المكان. ولم تكن "أوسان" مملكة في هذا العهد، بل كانت قبيلة. وقد أذلت "شيعان" بعد هذه الحرب.

وأما "مرثد" "مرثدم" صاحب الكتابة، فهو من "ذ بن جرفم" "بني ذي جرفم" "بني ذي جرف" ب "صنعو"، أي "صنعاء". وقد عمل مع الملكين: "سعد شمس أسرع" و "مرثدم يهحمد"، وهما من ملوك مملكة "جرت" "جرة"، لتنظيم اجتماع لسادات القبائل في موضع "رحبت" "رحابة" الواقع شمال صنعاء، بأرض "سمعي". وقد حضر الاجتماع: "شرحثت"، وهو من سادات "بتع" و "الرم" "الرام" "الريام"، وهو من "بني سخيم"، و "يرم ايمن" الهمداني. ويظهر إن ملكي "جرة" كانا قد استحوذا على مرتفعِات سبأ في هذا الحين.

وكان "وهب آل بن معهر" "وهب ايل بن معاهر" صاحب "ردمان" "ردمن" والأرضين المتاخمة ل "خولان" في هذا الوقت. وقصد ب "معهر" دار الحكم بمدينة "وعلن" "وعلان" من أرض "ردمان".

وأما "خصبح"، فبطن من بطون قتبان.
وتولى الملك بعد "يدع ايل بين" ابنه "الريم يدم" "الريام يدم". ونحن لا نعرف من أمره شيئاً يذكر، إلا ما ورد في كتابة تذكر إنه ذهب إلى حصن "أنود"، واحتفل هناك بتوليه العرش، و إعلانه لقبه الذي اتخذه لنفسه، و إلا ما ورد في كتابة أخرى، دوّنها "رب شمس بن يدع أيل بين"، أي شقيق "الرم يدم"، تذكر إنه رافق شقيقه إلى حصن "أنود" عند المناسبة المتقدمة، فكان من جملة المشاهدين لحفلة التتويج.
ولا نعرف من أمر ""يدع أب غيلان" شقيق "الريم يدم" شيئاً يذكر كذلك. وقد جعله "البرايت" خليفة شقيقه المذكور. وكل ما لدينا عنه، لا يتجاوز ما ذكرناه عن شقيقه. فقد جاء في كتابة إنه ذهب إلى حصن "ازود"، فاحتفل فيه بتتويجه وأعلن في الاحتفال اللقب الذي لقب نفسه به، وجاء في كتابة أخرى سجلها "رب شمس"، أي شقيقه، إنه ذهب مع أخيه "يدع أب" إلى حصن "أنود" لمشاهدة الاحتفال بتتويجه و بإعلانه اللقب.

وقد ورد في أحد النصوص إن "يدع أب غيلن" "يدع أب غيلان"، سوّر مدينة "ذ غيلن". و يرى بعض الباحثين، إن هذا الملك كان قد بنى هذه المدينة في أرض قتبانية فتحت في أيام والده، في مكان يقع عند فم وادي "مبلقه" "مبلقت" المؤدي إلى وادي "بيحان". ويشك بعض الباحثين في صحة قراءة اسم المدينة.

وفي الكتابة المرقمة برقم Philby 88 جملة هي: "رب شمس خير اسدن بن يدع آل بين"، ترجمها "بيستن" ب "رب شمس أمير أسد بن يدع ايل بين" على إن "أسداً" قبيلة، واستدل على ذلك بما جاء في إحدى الكتابات من إن الملك "ختن أسد"، ومعنى ذلك إنه كان ختناً ل "بني أسد". وأرى إن لفظة "اسدن" "اسد" هنا لا تعني قبيلة أسد و إنما تعني جنوداً أو جيشاً، وهي بهذا المعنى في العربيات الجنوبية، فان لفظة "اسدم" تعني الجندي، وان المراد من جملة "رب شمس خبر اسدن" "رب شمس أمير الجند" أو "الجيش"، أي إن لفظة "خير" بمعنى أمير أو قائد، وخير القوم سيدهم، فيكون بذلك قائداً أو أميراً لجيوش حضرموت.

وبناء على ما تقدم نكون قد عرفنا اسم ثلاثة أولاد من أبناء "يدع ايل بين" تولى الملك اثنان منهم على وجه أكيد، أما الثالث، وهو "رب شمس" فلم تصل إلينا كتابة تذكر ذهابه إلى حصن "أنود" للاحتفال بتتويجه و إعلان لقبه. لذلك لا نستطيع إن نبت في موضوع توليه عرش حضرموت. ولم يذكر "البرايت" اسمه بين أسماء أبناء "يدع ايل بين". وقد استخرجته أنا من الكتابات التي ذكرتها، وهي الكتابات التي استنسخها "فلبي" من موضع "عقله".

وفي اللوح النحاس المحفوظ في المتحف البريطاني اسم ملك من ملوك حضرموت هو "صدق ذخر برن" "صدق ذخر بران"، ووالده "الشرح"، وقد ذكر فيه إن هذا الملك قدم نذوراً إلى الآلهة: "سين" و "علم" و "عثتر" لخيره ولخير "شبوة" ولخير أولاده وأفراد أسرته، وقد وردت فيه أسماء قبائل يظهر إنها كانت خاضعة في هذا الزمن لحكمه هي: "مرشد" و "أذهن" "أذهان"، و "ينعم". ولورود اسم "شبوة" في هذا النص، يجب إن يكون هذا الملك قد حكم بعد تأسيس هذه المدينة.

وذكر "هومل" إنه وجد محفوراً على الجهة الثانية من اللوح النحاس "مونكراما" Monogramm طغراء تشير إلى اسم الملك الذي كان ? حضرموت في ذلك الزمن، وقد دعاه "هومل" "سعد شمسم" "سعد شمس".
وورد اسم ملك آخر من ملوك حضرموت، هو: "حي آل" "حي ايل"، وقد ورد اسمه في نقد حضرمي. وما نعرف من أمره في الزمن الحاضر شيِئاً.
ولم يشر "البرايت" و "فلبي" و "هومل" وغيرهم إلى اسم ملك حضرمي ورد ذكره في النص المرقم ب رقم "948" المنشور في كتاب CIH. وهو نص متكسر في مواضع متعددة منه، أضاعت علينا المعنى. واسم هذا الملك "شرح آل" "شرح ايل" "شرحبيل".

وقد سقطت كلمات قبل هذا الاسم، لعلها تكملته. وقد وردت بعده جملة: "ملك حضر..."، وسقطت الأحرف الباقية من كلمة حضرموت وكلمات أخرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بن كند
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
بن كند


ذكر
عدد المساهمات : 309
نــقــاط : 571
(الاعـجـابـات) : 8
تاريخ التسجيل : 26/07/2010
العمر : 48

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 11:31 pm

الجزء الرابع
وقد يكون أحد أبناء "رب شمس" وقد يكون حمل لقب "ملك حضرموت" مع "رب شمس" في إن واحد. وهذا النص هو بالطبع أقدم من النص المتقدم الذي ورد فبه اسم "شمر يهرعش".

لقد جعل بعض علماء العربيات الجنوبية سقوط مملكة "حضرموت" واندماجها نهائياً في مملكة "سبأ وفي ري دان" في أيام "شمر يهرعش"، وبعد السنة "300 ب. م.". و اود إن آبين هنا إننا لم نظفر بكتابة عربي جنوبية، فيها شيء عن كيفية سقوط مملكة حضرموت، وعن كيفية استيلاء "شمر يهرعش" أو غيره من الملوك عليها، فنحن لهذا في وضع لا يسمح لنا بوصف نهاية تلك المملكة وذكر الأحداث التي أدت إلى سقوطها واندماجها في مملكة سبأ وذي ريدان.

وقد ذهب بع ض الباحثين إلى إن سقوط حضرموت كان في القرن الرابع بعد الميلاد، وقبل احتلال الجيش للعربية الجنوبية بقليل. وقد وقع هذا الاحتلال على رأيهم فيما بين السنة "335 ب. م." والسنة "370 ب. م.".
وقد أدت فتوحات "شمر يهرعش" لحضرموت، ولأرضين أخرى تعد من المناطق الخصبة الكثيفة بسكانها في جزيرة العرب، إلى هجرة الناس عنها إلى مناطق بعيدة نائية، وإلى نزول الخراب في كثر من القرى والمدن، إذ تهدمت بيوتها ومعابدها، و قتل كثير من أهلها، وأتت النار على بعضها حرقاً ،فتحولت منازل الناس إلى خرائب، وجفت مزارعهم فآضت بوادي، فهجرها أهلوها ولم يعودوا إليها بعد هذا الخراب. فزادت مساحة الصحاري، ولم تعمر منذ ذلك الحين. وقد زاد في نكبة العربية الجنوبية هذه إن حروب "شمر يهرعش" المذكورة استمرت زمناً طويلاً، وشملت أكثر اليمن حتى بلغت البحر، مما أطمع الجيش في العربية الجنوبية، فزادت قواتها في الأرضين التي احتلتها، وتوغلت في مناطق وَاسعة، ولا سيما بعد موت "شمر يهرعش".

هذا، وقد انتهت إلينا كتابات عدة تعرضت لأنباء الحروب التي نشبت بين حضرموت وسبأ، وبين حضرموت وحكومات أخرى، منها كتابات لم تذكر فيها أسماء الملوك الذين وقعت في أيامهم تلك الحروب، كالكتابة المرقومة ب "4336" المنشورة في كتاب REP. EPIG . وقد قدم صاحبها إلى إلهه الشكر والحمد، وتمثالين من الذهب إلى معبده في "نعلم" لأنه نجَّى سيده "بشمم" "بشم" ومَنَّ عليه بالشفاء من الجرح الذي أصابه في المعركة التي نشبت في مدينة "ثبير" في أرض "يحر". وهي معركة من معارك نشبت بين "شمر ذي ريدان" و "أب أنس" من قبيلة "معهرم" "معهر" "معاهر" وأمراء "خولان" وملك سبأ وملك حضرموت. ولما كانت هذه الِكتابة قد كتبت لإعلان شكر صاحبها لإلهه وإعلانه بوفائه لنشره، وهي في موضوع شخصي لم تكن متبسطة في أخبار تلك الحرب المزعجة، لذلك اكتفيت بذكرها أجمالاً دون تفصيل. أما نحن العطاش إلى معرفة خبر تلك الحرب، وما كان من أمرها، فقد خرجنا بعد قراءتنا لهذا النص ونحن آسفون على بخل صاحبها علينا وتغيره في تفصيل خبر هذا الحادث المهم، وشاكرون الله مع ذلك على سلامة رجل وقاه الله شر تلك الحرب.

هذا ما وصل إلى عمنا من أسماء ملوك حضرموت و "مكربيها". ولست أرى بأساً في التنبيه مرة أخرى على إن هذه الأسماء لم ترتب إلى الآن ترتيباً زمنياً مضبوطاً، وإنما رتبت على حسب اجتهاد الباحثين. ولذلك نجدهم يختلفون في هذا الترتيب وغيره، في أسماء الملوك. وسجلنا الآن إن نحاول جهد الإمكان حصر هذه الأسماء حتى يأتي اليوم الذي نستطيع فيه الترتيب والتصنيف.
والظاهر إن حكم الحمريين لحضرموت، لم يتحقق بصورة فعلية، بل كان في اواخر أيامهم، ولا سيما في أواخر القرن الخامس وابتداء القرن السادس للميلاد، حكماً شكلياً، لأننا نجد أرض حضرموت وقد استقل فيها حكام المدن وسادات القبائل وأشراف الأودية، وقد لقب أكثرهم أنفسهم بلقب "ملك". وقد ذكر "ياقوت الحموي" إن بني "معد يكرب بن وليعة" وهم: مخوص، ومشرح، وجمد، و أبضعة، كانوا يسمون ملوكاً، لأنه كان لكل واحد وادٍ يملكه. والواقع إن كثيراً من سادات القبائل قبل الميلاد وبعده، كانوا يلقبون أنفسهم بلقب ملك، ولكنهم لم يكونوا غير سادات قبائل وأصحاب أرض.

قبائل حضرمية ؟

وفي حضرموت كما في كل الأماكن الأخرى من جزيرة العرب قبائل و عشائر وأسر ذوات حكم وسلطان وجاه في مواطنها، وقد ورد أسماء عدد منها في الكتابات، ومن قبائل حضرموت وعشائرها وأسرها: "شكمم" ، أي "شكم" "شكيم"، وعشير "يشبم" "يشبوم".

ويرجع نسب عشيرة "رشم" إلى قبيلة "مقنعم" "مقنع" أو "يقنعم" كما جاء في بعض الكتابات، وهو اسم قبيلة لا نعرف من أمرها شيئاً في الزمن الحاضر، وكان يحكمها "أقيال" منهم: "هو فعثت" و "لحى عثت"، وهما من موضع "عليم"، أي "علب". وقد جاء في نص انهما قدّما وثناً "صلمن" إلى الآلهة "عثتر" و "هبس" "هوبس" و "المقه" و "ذت حمم" "ذات حميم". وقد يفهم من ذلك إن هذه القبيلة كانت قبيلة سبئية، نزحت إلى حضرموت، واستقرت فيها، أو إنها كانت من القبائل السبئية التي خضعت لحضرموت.

و "يهبأر" "يهبر" "يهبار" من القبائل المعروفة في العربية الجنوبية، ولا يستبعد إن تكون قبيلة Iobaritai التي ذكر اسمها "بطلميوس" ? وكانت منازلها على ما يظهر من جغرافيته على مقربة من الموضع الذي سماه Sachalitai أي "الساحل" أو "السواحل"، فهي من القبائل العربية الجنوبية التي لا تبعد منازلها عن الساحل كثيراً، وقد كان "يدع ايل بين بن رب شمس" من أبنائها الأحرار.

و قبيلة "أسد" من القبائل العربية الشمالية المعروفة بعد الميلاد. أما في نصوص المسند، فليست فيها معروفة. ويظهر إن قسماً منها كان قد نزح من نبد إلى الجنوب حتى بلغ أرض حضرموت، فساعد "يدع ايل بين". ولعل نزوحها إلى الجنوب كان بسبب خلاف وقع بين عشائرها أو مع قبائل أخرى، فاضطر قسم منها إلى الهجرة إلى العربية الجنوبية.
و "يام" من القبائل المعروفة حتى اليوم، وتسكن عشائر منها حول نجران.
وأما "كابتن" أو "كليب"، فإنها من القبائل التي يرجع النسابون نسبها إلى عدنان، أي إلى العرب الشماليين.

مدن ومواقع حضرمية :

و "شبوة"، هي عاصمة حضرموت وهي Sabbaths=Sabotha=Sabota عند الكتبة الكلاسيكيين. وهيSabtah المذكورة في التوراة في نظر بعض الباحثين. وزعم "هوكارت" Hogarth إنها Sawa. وذكر "الهمداني" موضع "شبوة" في جملة ما ذكره من حصون "حضرموت" ومحافدها.

وقد ظن "فون مالتزن" وآخرون غيره إنها مدينة "شبام". وزار "فلبي" "شبوة"، وعثر على آثار معابدها وقصورها القديمة، كما شاهد بقايا السدود التي كانت في وادي شبوة لحصر مياه الأمطار والاستفادة منها في إرواء تلك المناطق الواسعة الخصبة.
وتشاهد في "وادي أنصاص" وفي خرائب "شبوة" بقايا سدّ وأقنية للاستفادة من المياه وخزنها عند الحاجة إليها. وهناك سدود أخرى بنيت في مواضع متعددة من العربية الجنوبية للاستفادة من مياه الأمطار وللسيطرة على السيول، وتحويلها إلى مادة نافعة تخدم الإنسان.


وأما حصن "أنود" "أنودم"، الموضع الذي يحتفل فيه الملوك عند تتويجهم وإعلانهم اللقب الذي يتلقبون به بعد توليهم العرش، فإنه موضع "عقلة" في الزمن الحاضر. وهو خربة على شكل مربع. وقد زار هذا المكان جملة أشخاص من الغربيين ووصفوه، منهم "فلبي"، وقد وجد فيه خرائب عادية ووجد عدداً من الكتابات الحضرية، هي الكتابات التي وسمت باسمه. ويشرف هذا الموضع على واد شد، فيتصل بتلال "شبوة". و قد كان حصناً ومعسكراً يقيم فيه الجيش، لحًماية مزارع هذا الوادي، ولا بد إن يكون هنالك سبب جعل الملوك يختارون هذا المكان لإعلان اللقب الرسمي الذي يختاره الملوك لأنفسهم عند التتويج.

وقد تبين من بعض الكتابات المتعلقة بنصيب ملوك حضرموت في هذا المكان إنهم كانوا يتقربون في يوم إعلان تتويجهم في حصن "أنود" بنحر الذبائح للآلهة. و قد تبين من بعضها إن في جملة تلك الذبائح التي قدمت إلى الآلهة حيوانات وحشية مثل الفهود. وقد استمرت هذه الاحتفالات قائمة إلى القرن الثاني بعد الميلاد على رأي "البرايت"، وإلى حوالي السنة "200" بعد الميلاد على رأي "ركمنس".
ومن مدن الحضرميين مدينة "ميفعت" "ميشعة"، وكانت على ما يظن عاصمتهم القديمة. وقد ورد في بعض الكتابات ما بفيد أن "يدع ايل بن سمه علي" رمم أسوار هذه المدينة. وقد ذهب بعض الباحثين إلى إنها Mapharitis التي أشار إليها مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتيري"، ولدينا نص حضرمي يفيد إن "هبسل بن شجب" بنى سور المدينة و أبوابها، واستعمل الحجارة والأخشاب، وأنشأ فيها بيوتاً ومعابد، وأتم عمله بعده ابنه "صدق يد" فأعلى سور المدينة وأحكمه.
ولم تذكر الكتابة الجهة التي أنفقت على هذا العمل الذي يحتاج إلى نفقات عظيمة ولا شك، ولعل الدولة هي التي عهدت إليهما هذا العمل على انهما مهندسان أو من المقاولين المتخصصين بأعمال البناء.

وكانت "ميفعة" من المدن المهمة، و قد ذكرت في عدد من الكتابات، وهي Maipha Metropolis عند "بطلميوس"، ويقع عند "حصن السلامة" موضع عادي خرب، يقال له "ريدة الرشيد"، يظهر إنه كان محاطاً بسور حصين، كما يتبين ذلك من أحجاره الفخمة المبعثرة الباقية. وقد كان مدينة، يرى إنها Raidaعند "بطلميوس" وقد وضعها في جنوب شرقي Maipha Metropolis أي ميفعة.

وعثر على كتابات عديدة أخرى، تتحدث عن تحصين "ميفعت" "ميفعة"، وعن تسويرها بالحجارة وبالصخر المقدود وبالخشب، وعن الأبراج التي أقيمت فوق السور لصد المهاجمين عن الدنو إليه. وذكر اسمها في كتابة "لبنة" "لبنا" التي هي من أيام المكربين في حضرموت.

ويظهر إن الخراب حل ب "ميفعة" في القرن الرابع بعد الميلاد، وحلّ محلها موضع آخر عرف ب Sessania Adrumetorum، أي "عيزان" ف "عيزان" اذن، هو الوليد الجديد الذي أخذ مكان "ميفعة" منذ هذا الزمن.

ومن مدن حضرموت مدينة سماها بعض الكلاسيكيين Cane Emporium، وذكر إنها ميناؤها. وأما "أريانوس"، فقال إنها الميناء الرئيسي لمللك أرض اللبان، وقد سماه Eleazus وقال إنه يحكم في عاصمته Sabatha.

وقد ذكر هذا الميناء "بلينيوس" كذلك، فقال إن السفن التي تأتي من مصر في طريقها إلى الهند، أو السفن الآيبة من الهند إلى مصر، كانت ترسو إما في ميناء Cana=Qana، وإما في ميناء Occelis على ساحل البحر عند المضيق. وذكره مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" كذلك فقال: Cana=Qana ميناء حضرموت، وله تجارة واسعة مع "عمان" 'Omana ، على الخليج، وعلى سواحل الهند. ومع سواحل الصومال في إفريقية. وقال إن السواحل كانت مأهولة بالأعراب، وبقوم يسمون Ichthyophogi، أي "أكلة السمك".

وفي ميناء Cana "قنا" يجمع اللبان والبخور وغير ذلك، ويصدر إلى الخارج، إما بحراً حيث تنقلها وسائل النقل البحرية، وفي ضمنها بعض الوسائط التي تطفو على سطح البحر بالقُربَ المنفوخة بالهواء، و أما براً حيث تنقلها القوافل. ويقع هذا الميناء إلى شرق "عدن" وعلى مسافة منه جزيرتان، جزيرة Ornenon أو جزيرة الطيور، وجزيرة Trulla. ويقع إلى الشرق من Cana ميناء آخر، يقال له Mathath Villa. ويرى "فورستر" وأكثر الباحثين الآخرين إلى إن ميناء Cana هو المحل المعروف باسم "حصن غراب" في الزمن الحاضر.

و "حصن غراب"، قد بني على مرتفع من صخر أسود على لابة بركان قديم، يشرف على المدخل الجنوبي الغربي لخليج أقيم عليه الميناء، فيحميه من لصوص البحر ومن الطامعين فيه. وقد زاره بعض السياح، مثل "ولستيد" فوصفه. وزاره B.Don سنة "1957 م" وتحدث عنه.

وقد ورد اسم هذا الحصن في الكتابة الموسومة ب CIH 728، وقد سمي فيها "عرمريت" "عرماوية". وهو الاسم القديم لهذا الحصن الذي يعرف اليوم ب "حصن غراب" "حصن الغراب". وورد في الكتابة الطويلة المعروفة ب CIH 621 التي يعود تأريخها إلى سنة "531م". وتتحدث عن ترميم هذا الحصن و تجديد ما تهدم منه، وذلك بأمر "سميفع أشوع" "السميفع أشوع".

وورد ذكره في النص Ryckmans 538 الذي يتحدث عن الحروب التي خاضتها جيوش الملك "شعرم اوتر" "ملك سبأ وذي ريدان" في أرضين لقبائل قتبائية ورومانية وقبائل مضحيم "مضحى" وأوسان فبلغت "عرمويت" "عر ماوية" وموضع "جلع" في جملة ما بلغتها من ارضين. و "جملع" قرت قرية الساحل شمال غربي "بلحاف" في الزمن الحاضر.

وقد وجد "ولستيد" Wellsted في "حصن غراب" الكتابة التي وسمت ب CIH 728. وقد جاء فيها إن "صيد أبرد بن مشن" "مشان"، كان مسؤولاً عن "بدش" "باداش"، وعن "قنا"، وقد كتب ذلك على "عر مويت" "عر ماوية"، أي حصن "ماوية". و "قنا هو اسم الميناء الشهير. و أما الحصن الباقي أثره حتى اليوم، فيسمى "حصن ماوية"، وأما "باداش"، فإنه ما زال معروفاً حتى اليوم، ولكن بشيء من التحريف. وفي هذا المكان يعيش قوم رعاة يعرفون بي "مشايخ باداس"، وقد جاء هذا الاسم من "باداش القديم". وهكذا حصلنا من النص المذكور عل اسم ميناء حضرموت الذي كانت الموارد "الكلاسيكية" هي أول من وافتنا به.

فحصن غراب أذن هو "عر مويت"، وهو حصن مدينة "قناة" المدينة نفسها، ولا تزال آثار مخازن مائه القديمة باقية، وهي صهاريج تملأ بالأمطار عند نزولها، لتستغل وقت انحباسها. وقد أمكن التعرف على موضع البرج الذي يجلس فيه الحرس والمراقبون لمراقبة من يريد الوصول إلى المكان. ويرى بعض الباحثين إن موقع المدينة الأصلية كان في السهل الواقع عند قدم الحصن من الناحية الشمالية، حيث ترى فيه آثار ابنية و مواضع سُكنى. أما ما يسمى ب "بير علي" "بئر علي" في هذا اليوم، فانه مستوطنة حديثة بنيت بأنقاض تلك المدينة القديمة.

ومن مدن حضرموت مدينة "مذب" "مذاب"، وقد اشتهرت بمعبدها الذي خصص بعبادة الإلَه "سن" "سين". وتقع بقاياه اليوم في الموضع المعروف باسم "الحريضة". وقد سبق إن قلت إن بعثة بريطانية نقبت هناك، ووجدت آثار معبد ضخم هو معبد الإله "سين"، الإله الذي يرمز إلى القمر.


وقد تبين للذين بحثوا في أنقاض معبد "مذب" "مذاب" إنه بني عدة مرات. ويظهر إنه تداعى، فجدد بناؤه مراراً. وقد تبين من الكتابة الحلزونية التي عثر عليها في أنقاض هذا المعبد إنها من أيام "المكربين" وانها ترجع بحسب رأي الخبراء الذين درسوها إلى حوالي السنة "400 ق. م."، وان تأريخ المدينة ومعبدها يرجع إلى الفترة الواقعة بين القرن السادس والقرن الخامس قبل الميلاد.

وقد تبين من بعض الكتابات إن "كبير" "كبر" "مذب" كان من آل "رمي" "رامي". وكان يقيم في الموضع المسمى ب "جعدة" في الزمن الحاضر. وكان يملك جزءاً كبيراً من "وادي عمد"، وله بئر في المدينة تتصل بصهريج مدرج نخزن فيه الماء، تعرف ب "شعبت" "شعية" "شعبات". ومن قبائل هذا الموضع: "عقنم" "عقن" "عقان"، و "كرب" "جرب"، و "يرن" "يارن".

وقد تبين من فحص مواضع من جدران مجد "سين" إن الحجارة التي استعملت في إقامته كانت قد قدت من الصخر، ونحتت لتنسجم بعضها مع بعض، وقد ربط بعضها إلى بعض حتى لا تفصل بسهولة. وتبين إن قاعة المعبد كانت فيها أعمدة تحمل سقفها، وربما كانت قاعة كبيرة واسعة تتسع لعدد كبير من المؤمنين المتقين الذين يؤمونها لتعبد والتقرب إلى الإلَه في معبده هذا.

وعثر في الأماكن التي حفرت على أدوات من الخزف، وعلى مباخر وقلائد و مسابح صنعت حباتها من الحجر والخرز، وعلى أختام خفيفة من النوع المعروف عند الفرس بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد. ويرى بعض الباحثين إن تأريخ "مذاب" ومعبدها يعود إلى الفترة الواقعة بين القرن الخامس والقرن الثالث قبل الميلاد.

وقد ذهب بعض من درس معبد "مذاب" إلى إن حضارة حضرموت وحضارة بقية العربية الجنوبية لقديمة كانت قد تأثرت بالمؤثرات الحضارية العراقية في بادئ الأمر، وذلك في أيام المكربين، ولكن تلك الحضارة كانت متماسكة وذات طابع خاص، أخذ من ظروف العربية الجنوبية، غير إنها أخذت تبتعد من بعد عن المؤثرات الحضارية العراقية منذ القرن الأول قبل الميلاد فما بعده، وتتقرب من مؤثرات حوض البحر المتوسط والمؤثرات الإيرانية، وذلك نتيجة اتصال الروم والرومان والفرس بالعربية الجنوبية، فظهرت حضارة عربية جنوبية جميلة، وأبنية حديثة، إلا إنها لم تكن في متانة الحضارة العربية الجنوبية القديمة وقوتها، وليست لها تلك الشخصية التي أسبغها الفنان العربي القديم في القرون السابقة للميلاد على أبنيته، فذهبت بذلك العناصر العربية الجنوبية الأصلية، وتراجعت، وطغى عصر التجديد أو التقليد البعيد على تلك الشخصية العربيةالقديمة في هذه البقاع.
ومن مواضع حضرموت، موضع عرف في الكتابات باسم "مشور"، وقد اشتهر بمعبده المسمى "سن ذ مشور"، أي "سين رب مشور"، وفي مكانه في الزمن الحاضر خرائب عادية تعرف باسم "صونة" و ب "حدبة الغصن". وقد عثر فيه على كتابات ورد فيها اسم هذا المعبد، كما عثر فيه على حجارة مزخرفة نقشت عليها صور حيوانات نقشت بصورة تدل على فن وبراعة وإتقان. ويرى بعض الباحثين إن هذه الزخارف تشبه الزخارف التي عثر عليها في معبد "حقه" "حقة"، ويقدر عمرها بحوالي القرن الثالث قبل الميلاد.

وفي أرض حضرموت مواضع قديمة حضرمية و سبئية ينسبها الناس اليوم إلى "عاد" "وثمود". فقي ملتقى "وادي منوة" بوادي ثقبة صخور مهيمنة على الوادي، وقد نقرت لتكون ملاجئ ومواضع للسكنى وربما جعلت ملاجئ للجنود يختبئون فيها ليهاجموا منها الأعداء الذين يخترقون الوادي و يرموهم بالسهام والحجارة. وعلى المرتفعات بقايا بيوت ومساكن، يظهر إنها كانت قرى آهلة قبل الإسلام، وعلى واجهة الوادي الصخرية كتابات دونت بلون أحمر، ظهر للسباح الذين رأوها انها كتابات سبئية، و إنها أسماء أشخاص، لعلها أسماء الجنود أو المسافرين الذين اجتازوا هذا المضيق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بن كند
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
بن كند


ذكر
عدد المساهمات : 309
نــقــاط : 571
(الاعـجـابـات) : 8
تاريخ التسجيل : 26/07/2010
العمر : 48

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالخميس يونيو 16, 2011 11:32 pm

الجزء الخامس و الأخير
وفي موضع "غيبون" على مقربة من "المشهد" خرائب يرى أهلها إنها من آثار "عاد". ويظن الآثاريون الذين رأوها إنها من بقايا مدينة "حميرية". وقد وجدوا فيها فناراً وزجاجاً قديماً وحجارة مكتوبة، وعلى مقربة منها موضع يقال له "مقابر الملوك". ونظرا إلى إنها في موقع حضرمي، يقع بين "القعيطي" و "الكثيري" "آل كثير" في الزمن الحاضر، فلا أستبعد إن يكون من القرى أو المدن الحضرمية.

وعلى مقربة من "تريم" خرائب جاهلية أيضاً، ينسبها الناس إلى عاد. وهي من آثار معيد، وطريق كان معبّداً يوصل إليه. وقد بني هذا المعبد على قمة تل وعنده آثار بيت وأحجار متناثرة قدت من الحجر، عليها مادة بناء توضع بين الأحجار لتشد بعضها إلى بعض.

وعند موضع "سون" "سونة" "سونه" خرائب تسمى "حدبة الغصن" تشبه خرائب "غيبون"، هي عبارة عن بقايا أبنية لعلها كانت قرى أو مدناً حجارتها متناثرة على سطح الأرض. ولا تزال بعض الأسس على وضعها، ترشد إلى معالمها. وقيل هذه الخرائب بقايا جدار كان متصلاً بجانبي وادً، يظهر إنه من بقايا سدّ بني في هذا المكان لحبس السيول والأمطار، للاستفادة منها عند انحباس المطر.

وفي حضرموت موضع آثاري، يسمى "حصن عر"، وهو بقية حصن جاسلي، لعله من حصون ملوك حضرموت، يظهر إنه أسس في هذا المكان لحماية المنطقة من الغزاة ولحفظ الأمن فيها. وقد كان الحصن عالياً مرتفعاً فوق تل، ولا تزال بقايا بعض جدرانه وأواره ترتفع في الفضاء زهاء خمسين قدماً. وهناك بقايا أبنية ومعالم طريق ضيقة توصل إلى ذلك الحصن الذي لا نعرف اسمه القديم.

و قد تمكن "فان دير م ويلن" Van Der Meulen و "فون وزمن" H. Von Wissmann من زيارة مواضع أثرية أخرى في حضرموت، مثل " المكنون
El-Mekenum "،و "ثوبة" و "العرّ" وتقع آثار "مكنون" "المكنون" على مقربة من "السوم". وهناك أرض مكشوفة يزعم. المجاورون لها إنها أرض "عاد".

أما "ثوبة" أو "حصن ثوبة"، فإنه بقايا أبنية على قمة تل، يظهر إنه كان في الأصل حصناً لحماية المنطقة من الغزاة ولمنع الأعداء من الوصول إلى قرى مدن المنطقة ومدنها أو اجتياز الأودية للاتجاه نحو الجنوب. ولا تزال بقايا جدر الحصن مرتفعة عن سطح الأرض. وأما "العرّ"، فهو موضع حصن قديم أيضاً بني لسكنى الجنود الذين يدافعون عن الأرضين التي بنيت فيها.

يظهر من آثار الحصون والقلاع الباقية في حضرموت إن مملكة حضرموت كانت قد حضت حدودها، وحمتها بحاميات عسكرية أقامت على طول الحدود لحمايتها من الطامعين فيها ولحماية الأمن الداخلي أيضاً. وقد أقيمت هذه الحصون في مواقع ذات أهمية من الوجهة العسكرية، على تلال وقمم جبال ومرتفعات تشرف على السهول ومضايق الأودية حيث يكون في متناول الجنود إصابة العدو و إنزال الخسائر به، وبهذه التحصينات دافعوا عن حدود بلادهم.

ويعد ميناء "سمهرم" المعروف ب "خور رورى"، وهو في "ظَفارِ" عمان من الموانئ المعروفة التي كانت في القرن الأول للميلاد. ويرى بعض الباحثين إن مؤسسيه هم من الحضارمة، ولذلك كان من موانئ مملكة حضرموت. وقد عثرت البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان على بقايا خزف، تبين لها من فحصه إنه مستورد من موانئ البحر المتوسط في القرن الأول للميلاد. ووجوده في هذا المكان يشر بالطبع إلى الاتصال التجاري الذي كان بين العربية الجنوبية وسكان البحر المتوسط في ذلك العهد.
قوائم حكام حضرموت

قائمة هومل


صدق آل "صدق ايل"، "صديق ايل"، وكان معاصراً للملك "أب يدع يثع" "أبيدع يثع"، ملك معين.
شهرم علن "شهر علن"، "شهر علان"، وهو ابن "صدق آل".
معد يكرب "معدي كرب".
.......................
سمه يفع "سمهو يفع" "سمهيفع"، ولا نعرف اسم والده.
يدع آل بين "يدع ايل بين"، وقد ورد اسمه مع اسم "السمع ذ بين بن ملك كرب "السمع ذبيان بن ملكيكرب" على انهما ملكا حضرموت.
امينم "أمينم"، "أمين".
يدع أب غيلن "يدع أب غيلان".
يدع آل بين "يدع ايل بين(،. Glaser 1623.
.......................
يدع أب غيلن "يدع أب غيلان".
العزيلط.
.......................
يدع أب غيلن "يدع أب غيلان".
.......................
سلفن "سلفان"، أو "علها ن" "الهان".
العزيلط: حكم حوالي سنة "29" بعد الميلاد.
.......................
رب شمس "ربشمس".
يدع آل بين.
.......................
نهاية حكومة حضرموت، وقد كانت في حوالي سنة "300" بعد الميلاد، في أيام "شمر يهرعش".
المكربون
اب يزع "أب يزع".
حي آل "حي ايل"، "حيو ايل".
قائمة "فلبي"
1 - صدق آل "صديق ايل"، ملك حضرموت و معن. وقد حكم على تقديره في حوالي سنة "1020" قبل الميلاد.
2 - شمر علن بن صدق آل "شهر علان بن صدق ايل"، وقد تولى الحكم في حوالي سنة "1000" قبل الميلاد.
3 - معد يكرب بن اليفع يثع ملك معين، وقد تولى في حوالي سنة 980 قبل الميلاد.
ويرى "فلبي" إن "حضرموت" ألحقت بعد "معد يكرب" بمملكة معين، وقد ظلت تابعة إلى حوالي سنة ""650" قبل الميلاد.
4 - السمع ذ بين بن ملك كرب "السمع ذبيان بن ملكى كرب" "السمع ذبيان بن ملكيكرب".
5 - يدع آل بين بن سمه يرخ "يدع ايل بين سمهيفع"، وقد حكما من سنة "650" إلى سنة "590" قبل الميلاد.
ومنذ سنة "590" قبل الميلاد، أصبحت حضرموت على رأي "فلبي" جزءاً من قتبان أو سبأ حتى سنة "180" قبل الميلاد.
6 - يدع آل بين ين رب شمس "يدع ايل بين بن ربشمس". وهو مؤسس أسرة ملكية جديدة في العاصمة "شبوة".وقد حكم في حدود سنة "180" قبل الميلاد.
7 - اليفع ريم بن يدع آل بين "اليفع ريام بن يدع ايل بين". وقد حكم في حوالي سنة "160" قبل الميلاد.
8 - يدع أب غيلن بن يدع آل بين "يدع أب غيلان بن يدع ايل بين". وقد حكم في حوالي سنة "140" قبل الميلاد.
9 - العز بن يدع اب غيلن "العز ين يدع أب غيلان" وشقيق "امينم" "امين". وقد حكم في حوالي سنة 120 قبل الميلاد.
10- يدع أب غيلن بن امينم "يدع أب غيلان ين أمين"، وقد حكم في حوالي سنة "100" قبل الميلاد.
11- يدع آل بين بن يدع أب غيلن "ي دع ايل بين بن يدع أب غيلان". وحكم في حوالي سنة "80" قبل الميلاد. وترك "فلبي" فجوة لم يعرف من حكم فيها جعلها بين سنة "60" وسنة "35" قبل الميلاد.
12- عم ذخر "عمذخر" ولم يرد في الكتابات اسم أبيه. وقد حكم في حوالي سنة "35" قبل الميلاد. وربما لم يتول الحكم.
13- العزيلط بن عم ذخر. وقد حكم في قرابة سنة "150" قبل الميلاد.
14- الهان "علهان" أو "سلفان" بن العزيلط. وقد حكم في حدود سنة "5" بعد الميلاد.
15- العزيلط بن الهان "علهان" أو "سلفان". وقد حكم من سنة "25" إلى سنة65 بعد الميلاد. وهو الملك Eleazos الذي ذكره مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري".
16- أب يزع "أبيزع" "أبيع" "أب يسع". وكان مكرباً. من المحتمل إنه حكم في حوالي سنة "65" بعد الميلاد.
17- يرعش بن أب يزع. ربما حكم في حوالي سنة "85" بعد الميلاد.
18 - علهان "الهان" "105 -125" بعد الميلاد ?.

ويعد ميناء "سمهرم" المعروف ب "خور رورى"، وهو في "ظَفارِ" عمان من الموانئ المعروفة التي كانت في القرن الأول للميلاد. ويرى بعض الباحثين إن مؤسسيه هم من الحضارمة، ولذلك كان من موانئ مملكة حضرموت. وقد عثرت البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان على بقايا خزف، تبين لها من فحصه إنه مستورد من موانئ البحر المتوسط في القرن الأول للميلاد. ووجوده في هذا المكان يشر بالطبع إلى الاتصال التجاري الذي كان بين العربية الجنوبية وسكان البحر المتوسط في ذلك العهد.


انتهى.......................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جنون عاشق
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
الـ_ـمـ_ـديـ_ـرالـ_ـعـ_ـآم
جنون عاشق


اليمن
ذكر
عدد المساهمات : 398
نــقــاط : 901
(الاعـجـابـات) : 8
تاريخ التسجيل : 20/07/2010
العمر : 35
الموقع : منتديات اتحاد البيضاء
وسام الاداره
sms : 13
mms : 9

دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت   دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 02, 2012 2:36 am

الف الف شكر اخي على هاذاالبيان الهام وعلى الطرح المفيد





تقبل مروري وشكري وحترامي





؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://m7a7.ahlamontada.com
 
دراسة مهمة عن تارخ مملكة حضرموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اتحاد البيضاء :: الاقسام السياسيه منتديات اتحاد البيضاء :: الملف الجنوبي-
انتقل الى: